عزام عبد النبي أحمد محمد

مدرس التربية المقارنة والإدارة التعليمية

تصور مقترح لتفعيل خدمات الإرشاد الأكاديمي بالجامعات المصرية في ضوء خبرة الولايات المتحدة الأمريكية

ملخص البحث

ملخص الدراسة باللغة العربية ويعد الإرشاد الأكاديمي نشاطاً أساسياً يتم تضمينه في معظم مؤسسات التعليم الجامعي؛ حيث يتعلق باكتشاف رغبات الطلاب وقدراتهم، وتحديد أهدافهم ومساعدتهم علي رسم الخطط المحققة لها بما يتلاءم مع استعداداتهم، ويساعد علي تزويدهم بالمهارات الأساسية التي يحتاجها عملهم بعد التخرج، ويسهم في تحقيق التنمية الشاملة لمجتمعهم( ). ومع تطبيق نظام الساعات المعتمدة داخل الجامعات أصبح الطلاب مطالبون باتخاذ قرارات مصيرية آمنة، واختيارات متعددة مؤثرة على مسارهم التعليمي حاليًا، ومسارهم المهني مستقبلاً، بالإضافة إلى حاجتهم للمعاونة لمواجهة الكثير من المشكلات والمواقف المتعلقة بتحديد احتياجاتهم واهتماماتهم الأكاديمية( )، ومن هنا برزت أهمية استخدام الإرشاد الأكاديمي داخل الجامعات. وترجع حاجة الطلاب بالجامعات إلى الإرشاد في كونهم يمرون بفترة حرجة؛ حيث التحول من مرحلة المراهقة والدخول في مرحلة الرشد الذي يسبب بعض الصعوبات والمشكلات النفسية والدراسية؛ ولذلك فهم في أمس الحاجة إلى من يعينهم على متابعة دراستهم، مما يزيد من حاجتهم للخدمات الإرشادية، وإلى برامج وميادين أوسع لممارسة الإرشاد الأكاديمي من أجل أن يأخذ هذا الجانب مداه الواقعي والتطبيقي( ). وفي ظل هذه الأوضاع كان على المؤسسات التعليمية توفير مجموعة من الخدمات الطلابية والإرشادية والتوجيهية، كالإرشاد الاجتماعي، والإرشاد النفسي، والإرشاد الأكاديمي، والإرشاد الوظيفي المهني، وهكذا ظهرت أهمية الإرشاد الأكاديمي الذي توفره المؤسسة التعليمية ضمن مجموعة خدمات إرشادية وتربوية وطلابية( ). وفي ضوء ما سبق يتضح جلياً أن هناك حاجة ماسة إلي تقديم برامج إرشادية وتوجيهية لطلاب التعليم الجامعي والذين يمثلون رأس المال البشري وأن تنميتهم هي أفضل أنواع استثمار رأس المال، من اجل تحقيق التنمية الشاملة في المجتمع، ولذا فإن الدراسة الحالية تسعي إلي تقديم تصور قد يسهم في تفعيل خدمات الإرشاد الأكاديمي بالتعليم الجامعي المصري من خلال الاستفادة بخبرة الولايات المتحدة الأمريكية في هذا المجال، ويمكن صياغة مشكلة الدراسة في التساؤل الرئيس التالي : "كيف يمكن تفعيل خدمات الإرشاد الأكاديمي لطلاب الجامعات بمصر في ضوء الاستفادة من الخبرة الأمريكية" ويتفرع منه التساؤلات التالية: 1. ما ماهية الإرشاد الأكاديمي (المفهوم – النشأة – الأهداف – الأساليب - الأنواع)؟ 2. ما مبررات الأخذ بالإرشاد الأكاديمي لطلاب الجامعات المصرية ؟ 3. ما خبرة الولايات المتحدة الأمريكية في مجال تقديم خدمات الإرشاد الأكاديمي بالجامعات ؟ 4. ما التصور (المقترح) لتفعيل خدمات الإرشاد الأكاديمي لطلاب التعليم الجامعي في مصر بالاستفادة من الخبرة الأمريكية؟ ثانيًا: أهداف الدراسة: يهدف البحث الحالي من خلال الدراسة الوصفية التحليلية إلى وضع تصور لتفعيل خدمات الإرشاد الأكاديمي لطلاب التعليم الجامعي المصري مستفيدًا من خبرة الولايات المتحدة الأمريكية، وذلك عن طريق ما يلي : 1- التعرف على ماهية الإرشاد الأكاديمي( فلسفته وأهدافه، نشأته، أنواعه،أساليبه، خصائصه. 2- التعرف علي مبررات ودواعي الأخذ بالإرشاد الأكاديمي في الجامعات المصرية. 3- عرض لبعض نماذج الإرشاد الأكاديمي بالجامعات الأمريكية ومعايير تقديمها. 4- تحليل للخبرة الأمريكية في مجال الإرشاد الأكاديمي، للتوصل إلي بعض الآليات والموجهات والمؤشرات والتي يمكن باستخدمها تفعيل خدمات الإرشاد الأكاديمي لطلاب التعليم الجامعي بمصر. ثالثًا: أهمية الدراسة: تنطلق أهمية الدراسة الحالية مما يلي :  أنها تلبية للتوجهات العالمية المعاصرة والمتعلقة بتطوير خدمات الإرشاد الأكاديمي لطلاب التعليم الجامعي؛ من أجل مواجهة احتياجات سوق العمل، والتعامل مع متغيرات العصر.  أنها استجابة لتوصيات الحكومة المصرية والعديد من المؤتمرات فيما يتعلق بتحسين جودة مخرج العملية التعليمية (الطالب)؛ وتهيأته ليواكب التغيرات العالمية المعاصرة، واحتياجات سوق العمل.  يعد خطوة من أجل التغلب على بعض المشكلات التي تواجه طلاب التعليم الجامعي في مصر كالتأخر الدراسي، التحويل المتأخر، التسرب، انخفاض المستوي التحصيلي نتيجة غياب الإرشاد الأكاديمي الفعال.  توجيه واضعي السياسات ومتخذي القرارات التربوية إلى كيفية تفعيل خدمات الإرشاد الأكاديمي الجامعي بمصر بالاستفادة من خبرة الولايات المتحدة الأمريكية.  تقديم تصور قد يسهم في تلبية الاحتياجات المختلفة للطلاب في مجتمع الألفية الثالثة، وما يتميز به من انفجار معرفي وتكنولوجي. رابعًا: منهج الدراسة: اتبعت الدراسة الحالية المنهج الوصفي التحليلي، ويعد المنهج الوصفي من أكثر الأساليب التي يمكن استخدامها لدراسة الموضوعات المتعلقة بالبحث التربوي( )، ويمثل طريقة يعتمد عليها في الحصول على معلومات دقيقة تصور الواقع الاجتماعي وتسهم في تحليل ظواهره( )، ويستخدم لوصف الظاهرة، وجمع المعلومات والبيانات، وتصنيفها، وتنظيمها، والتعبير عنها كماً وكيفاً؛ لفهم علاقاتها مع غيرها من الظواهر، بناءً على جمع البيانات والحقائق، وتصنيفها، ومعالجتها، وتحليلها تحليلاً كافياً ودقيقاً؛ لاستخلاص دلالتها والوصول إلى نتائج أو تعميمات عن الظاهرة محل البحث( ).وقد تم استخدام المنهج الوصفي في التعرف علي ماهية الإرشاد الأكاديمي من حيث المفهوم والنشأة و الفلسفة والأهداف والأهمية والمميزات والخصائص وأنوعه، وكذلك التعرف علي النماذج الرائدة في مجال تقديم الخدمات الإرشادية لطلاب التعليم الجامعي في الولايات المتحدة الأمريكية، بهدف الاستفادة منها لتفعيل خدمات الإرشاد الأكاديمي لطلاب التعليم الجامعي في مصر. خامسًا: حدود الدراسة ومبرراتها: يقتصر البحث الحالي علي التعرف على خبرة الولايات المتحدة الأمريكية في مجال تقديم خدمات الإرشاد الأكاديمي لطلاب التعليم الجامعي، باعتبارها من الخبرات الناجحة في هذا المجال، فهي من الدول التي لها السبق والريادة في مجال الإرشاد الأكاديمي، كما تتوافر لديها نماذج إرشادية ناجحة تعمل علي تلبية الاحتياجات المختلفة للطلاب، بالإضافة إلي توافر آلية ثابتة لتقويم برنامج الإرشاد الكاديمي والخدمات المقدمه، كما تعمل هذه البرامج علي تحقيق احتياجات الطلاب وحل ما يعترضهم من مشكلات، كما يتم اختيار المرشدين الأكاديميين وفق قواعد وشروط ومحددة تضمن تقديم خبرات جيدة للطلاب تعمل علي تلبية احتياجاتهم.

الكلمات المفتاحيه

الإرشاد الأكاديمي - التعليم الجامعي - سوق العمل

جميع الحقوق محفوظة ©عزام عبد النبي أحمد محمد