د/ حنان أحمد الروبى محمد حسن

: مدرس بقسم أصول التربية- كلية التربية- جامعة بني سويف

- "اليات تفعيل شراكة مؤسسات المجتمع المدني لتعليم ذوى الاحتياجات الخاصة فى ضوء المتغيرات المجتمعية المعاصرة"

ملخص البحث

- "اليات تفعيل شراكة مؤسسات المجتمع المدني لتعليم ذوى الاحتياجات الخاصة فى ضوء المتغيرات المجتمعية المعاصرة" . مقدمـة: إن التعليم حق من حقوق الإنسان، وحق حيوي لتطوير الفرد والمجتمع، ويستحق جميع الأفراد الحصول علي تعليم دون تميز بينهم، ولكن تعليم ذوي الاحتياجات الخاصة يواجهه مجموعة من التحديات تتمثل في وجود قصور في المعلومات والإحصاءات عنهم، والنقص في الكوادر المتخصصة والمدرسين العاملين في هذا المجال، واتساع الفجوة بين المتاح من الخدمات التعليمية والحاجة إليها، الأمر الذي استوجب شراكة مؤسسات المجتمع المدني والدولة في تعليم ذوي الاحتياجات الخاصة، حيث لم تعد مسئولية التنمية قاصرة علي أنظمة الحكم في الدولة وحدها، فأصبح المجتمع المدني شريكًا في تحمل مسئولية التنمية، كما أن شراكة مؤسسات المجتمع المدني في التربية قد أضافت إلي نظام التعليم المصري بعدًا جديدًا، لذلك كان لازمًا تفعيل شراكة مؤسسات المجتمع المدني لتعليم ذوي الاحتياجات الخاصة للاستفادة مما لدي تلك المؤسسات من موارد بشرية ومادية وغيرها يمكن الاستفادة منها في تعليم تلك الفئة. مشكلة الدراسة: يحتاج الأفراد ذوي الاحتياجات الخاصة إلي تضامن كل من الدولة ومؤسسات المجتمع المدني خاصة أن الدولة تقف عاجزة أمام الكثير من الأمور التي لا تستطيع مواجهتها بمفردها بل تحتاج إلي شراكة مؤسسات المجتمع المدني، خاصة أن نسبة المعاقين في العالم بلغت حوالي (50 مليون) وفي الدول العربية (16 مليون) وتشير تقديرات الإعاقة بمصر إلي أن نسبة الإعاقة عام 2006 بلغت (2490127) وتقديرات الإعاقة لعام 2016 حوالي (2899180) معاق. ويتضح تزايد نسب المعاقين عام بعد عام، الأمر الذي أدي إلي مشاركة جميع فئات المجتمع لمساعدة تلك الفئة للحصول علي حقوقها وتعليم جيد مقارنتها بالأسوياء، إلا أنه باستقراء الواقع نلاحظ وجود قصور في جهود مؤسسات المجتمع المدني اتجاه تلك الفئة، حيث يشير الواقع إلي تقلص كثير من ادوار وجهود تلك المؤسسات في التعليم، حيث تراجع دور الأحزاب السياسية، ويضم اتحاد رعاية الفئات الخاصة حوالي (254) علي مستوي مصر وهو عدد قليل جدًا |إذا تم مقارنته بعدد المعاقين بمصر، كما تفتقد مؤسسات المجتمع المدني لروح التعاون والعمل الجماعي بينها البعض وبين باقي مؤسسات الدولة الأمر الذي استوجب تفعيل وتوحيد الشراكة بين مؤسسات المجتمع المدني بعضها البعض وبين الدولة لتعليم ذوي الاحتياجات الخاصة. وبذلك يمكن صياغة مشكلة الدراسة فى التساؤل الرئيس التالى: كيف يمكن تفعيل آليات شراكة مؤسسات المجتمع المدني لتعليم ذوي الاحتياجات الخاصة في ضوء المتغيرات المجتمعية المعاصرة؟ ويتفرع منه الأسئلة التالية: 1- ما ماهية الشراكة وأساليبها وأنماطها ودور مؤسسات المجتمع المدني فيها؟ 2- ما المتغيرات المجتمعية المعاصرة وانعكاساتها علي تعليم ذوي الاحتياجات الخاصة؟ 3- ما واقع شراكة مؤسسات المجتمع المدني لتعليم ذوي الاحتياجات الخاصة؟ 4- ما التصور لآليات تفعيل شراكة مؤسسات المجتمع المدني في تعليم ذوي الاحتياجات الخاصة؟ أهداف الدراسة: تهدف الدراسة الحالي إلى: 1- التعرف علي مفهوم الشراكة وأساليبها وأنماطها والتعرف علي دور مؤسسات المجتمع المدني فيها. 2- التعرف علي المتغيرات المجتمعية المعاصرة وانعكاساتها علي تعليم ذوي الاحتياجات الخاصة. 3- التعرف علي واقع شراكة مؤسسات المجتمع المدني في تعليم ذوي الاحتياجات الخاصة. 4- وضع تصور مقترح لآليات تفعيل شراكة مؤسسات المجتمع المدني لتعليم ذوي الاحتياجات الخاصة. أهمية الدراسة: ترجع أهمية الدراسة إلى أنها: 1- مواكبة الدراسة الحالية لدعوة السيد الرئيس محمد حسني مبارك باعتبار العشر سنوات الحالية من (2000- 2010) عقدًا جديدًا لحماية الطفل المصري ورعايته. 2- من الممكن أن تمد الدراسة الحالية القيادات الشعبية والرسمية برؤية واضحة عن شراكة مؤسسات المجتمع المدني في تعليم ذوي الاحتياجات الخاصة. 3- ربما تضع الدراسة الحالية آفاق جديدة للدارسين في مجال البرامج المتكاملة تمهيدًا لسياسة دمج ذوي الاحتياجات الخاصة في المجتمع المصري. 4- تحسين الخدمات المقدمة من مؤسسات المجتمع المدني لذوي الاحتياجات الخاصة. 5- إن الدراسات والبحوث التي تناولت موضوع الدراسة الحالية ركزت علي دور المجتمع المدني في التعليم فقط دون تناول الدور التربوي لتلك المؤسسات تجاه ذوي الاحتياجات الخاصة، حتي الدراسات التي تناولت الشراكة المجتمعية تناولتها بصفة عامة دون التركيز علي مؤسسات المجتمع المدني، وبذلك فقد تسهم هذه الدراسة في سد الفجوة. منهج الدراسة: لتحقيق أهداف الدراسة تم استخدام المنهج الوصفي لوصف الوضع الراهن لنظام تعليم ذوي الاحتياجات الخاصة ووصف مفهوم مؤسسات المجتمع المدني ودورها في التعليم ووصف مفهوم وأساليب وأنماط الشراكة المجتمعية، كما استخدم أيضًا لوصف واقع شراكة مؤسسات المجتمع المدني لتعليم ذوي الاحتياجات الخاصة. أدوات وعينة الدراسة: استخدمت الدراسة الحالية استبانه لجمع المعلومات عن آليات التفعيل، وتم تطبيقها علي عينة ممثلة من القيادات المدرسية لمدارس التربية الخاصة (مدير- وكيل- أخصائي اجتماعي)، وممثلي المجتمع المدني( الأحزاب السياسية، الجمعيات الأهلية، نقابة المعلمين، جمعية رجال الأعمال) بغرض التعرف علي أهداف ومتطلبات ومعوقات تفعيل شراكة مؤسسات المجتمع المدني والآليات الواجب توافرها لتفعيل تلك الشراكة، وتم بناء الاستبانه بناء علي الإطار النظري للدراسة والدراسات السابقة. حدود ومبررات الدراسة: اقتصرت هذه الدراسة علي بعض مؤسسات المجتمع المدني (الأحزاب السياسية، الجمعيات الأهلية، نقابة المعلمين، جمعية رجال الأعمال) وبعض مدارس التربية الخاصة وتمت الدراسة بمحافظة بني سويف، وذلك لأن نسبة ذوي الاحتياجات الخاصة بالمحافظة عالية عند مقارنتها بنسب الإعاقة علي الجمهورية حيث تبلغ نسب المعاقين ببني سويف (18649) معاق لعام 2008 ويتضح أن 67.69% معاق غير متعلم بالمحافظة، و0.71 % معاق متعلم تعليم فوق المتوسط ، و1.83% معاق متعلم تعليم عالي، الأمر الذي استوجب تفعيل شراكة مؤسسات المجتمع المدني بمحافظة بني سويف، مراعاة بأنه يمكن تعميمه. خطوات الدراسة: تسير الدراسة وفق الخطوات التالية: الخطوة الأولى : الإطار العام للدراسة ويتضمن :مقدمة البحث،ومشكلتها،وأهدافها، وأهميتها، والدراسات السابقة، والمنهج المستخدم، وحدود البحث وخطوات السير فيه. الخطوة الثانية: عرض نظرى لمفهوم المجتمع المدني ومؤسساته، وخصائصه، وماهية الشراكة وأهدافها، وأهميتها، وأنماطها، ومراحل بنائها وتطورها، وبعض نماذج شراكة مؤسسات المجتمع المدني لتعليم ذوي الاحتياجات الخاصة في بعض الدول المختلفة. الخطوة الثالثة: تحليل نظرى لبعض المتغيرات المجتمعية المعاصرة (سياسية واقتصادية وثقافية) وانعكاساتها علي شراكة مؤسسات المجتمع المدني وعلي ذوي الاحتياجات الخاصة، وكذلك عرض لمفهوم ذوي الاحتياجات الخاصة ومتطلبات تعليمهم، ونماذج لتعليم ذوي الاحتياجات الخاصة في بعض الدول. الخطوة الرابعة : تحليل نظري واقع تعليم ذوي الاحتياجات الخاصة وواقع جهود مؤسسات المجتمع المدني وواقع شراكة مؤسسات المجتمع المدني لتعليم ذوي الاحتياجات الخاصة. الخطوة الخامسة: الدراسة الميدانية للتوصل إلى آليات مقترحة لتفعيل شراكة مؤسسات المجتمع المدني لتعليم ذوي الاحتياجات الخاصة. الخطوة السادسة: التصور المقترح ويتضمن: أسسه، ومسلماته، وآليات تنفيذه، ومعوقاته، والبحوث المقترحة. النتائج والتوصيات: انتهت الدراسة إلى تقديم تصور مقترح لآليات تفعيل شراكة مؤسسات المجتمع المدني لتعليم ذوى الاحتياجات الخاصة وتوصلت إلى النتائج التالية: 1- أصبحت شراكة مؤسسات المجتمع المدني متطلبًا أساسيًا لتحقيق التنمية المستدامة بجانب الدولة خاصة فى مجال تعليم ذوى الاحتياجات الخاصة. 2- تعتمد نجاح عملية الشراكة على تعديل القوانين والقرارات التي تعوق تفعيل شراكة مؤسسات المجتمع المدني لتعليم ذوى الاحتياجات الخاصة. 3- يجب وضع آليات لقبول الشراكة بتوفير مناخ من الاحترام المتبادل بين أطراف الشراكة. 4- لابد من الإعلان المسبق عن استراتيجيات المشروعات المزمع تنفيذها بين مؤسسات المجتمع المدني بعضها البعض وبين وزارة التربية والتعليم فى تنسيق لجميع أفراد الشراكة القيام بدورهم فى عملية التنفيذ. ويقوم بتنفيذه على عدد من الأسس والمتطلبات ويتم ذلك من خلال المراحل التالية:  المرحلة الأولي: التهيئة والإعداد: وهي مرحلة تمهيدية تنسيق البدء فى تفعيل شراكة مؤسسات المجتمع المدني وتتعلق بتغيير الثقافة السائدة التي لا تقبل الآخر داخل مؤسسات المجتمع المدني وداخل الإدارة التعليمية، ووضع خطة سنوية تحوي برامج الشراكة.  المرحلة الثانية: مرحلة التنفيذ: وهي المرحلة التي يُعتمد عليها تفعيل شراكة مؤسسات المجتمع المدني ويتضمن تدريب الكوادر البشرية المتخصصة فى مجال تعليم ذوى الاحتياجات الخاصة، وعمل دليل يتضمن أساليب الشراكة وأهم الجهات التي يمكن أن تشارك مؤسسات المجتمع المدني والوزارة أهدافها.  المرحلة الثالثة: المتابعة والتقويم: يعتمد تفعيل شراكة مؤسسات المجتمع المدني لتعليم ذوى الاحتياجات الخاصة على التقويم المستمر والمحاسبية لما وصلت إليه الشراكة وكتابة التقارير السنوية والشهرية لإيجابيات وسلبيات الشراكة. الدراسات والبحوث المقترحة: يعد موضوع شراكة مؤسسات المجتمع المدني من الموضوعات التي تم تناولها بشكل قليل جدًا خاصة فى تعليم ذوى الاحتياجات الخاصة، وفيما يلي مجموعة من البحوث المقترحة التي يمكن القيام بها: 1- تصور مقترح لتفعيل شراكة مؤسسات المجتمع المدني لرعاية الموهوبين. 2- دراسة مقارنة لشراكة مؤسسات المجتمع المدني فى التعليم بمصر فى ضوء خبرات بعض الدول. 3- تفعيل الشراكة بين مؤسسات المجتمع المدني وكليات التربية لتطوير التعليم العام فى ضوء خبرات بعض الدول.

الكلمات المفتاحيه

- "اليات تفعيل شراكة مؤسسات المجتمع المدني لتعليم ذوى الاحتياجات الخاصة فى ضوء المتغيرات المجتمعية المعاصرة"

جميع الحقوق محفوظة ©د/ حنان أحمد الروبى محمد حسن